الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآية رقم (8): {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)}.الإعراب: الواو عاطفة أو استئنافية (من) حرف جرّ (الناس) مجرور به وعلامة الجرّ الكسرة، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. (من) اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و(نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (باللّه) جارّ ومجرور متعلّق (بآمنّا). الواو عاطفة (باليوم) جارّ ومجرور معطوف على الأول متعلّق ب (آمنّا). (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله. الواو حاليّة (ما) نافية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما. الباء حرف جرّ زائد (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء لأنه جمع مذكّر سالم. جملة: من الناس من يقول... لا محل لها معطوفة على استئنافية أو استئنافية. وجملة: (يقول...) لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: (آمنّا باللّه...) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (ما هم بمؤمنين...) في محلّ نصب حال. الصرف: (الناس) أصله أناس حذفت فاؤه، وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام.. وعلى هذا فالألف زائدة في الناس لأنه مشتقّ من الإنس. وقال بعضهم: ليس في الكلمة حذف وزيادة. والألف منقلبة عن واو وهي عين الكلمة من ناس ينوس إذا تحرّك. (يقول) فيه إعلال بالتسكين أصله يقول بتسكين القاف وضمّ الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى القاف قبلها لثقل الحركة على حرف العلّة فأصبح يقول. (آمنّا)، المدّة فيه أصلها همزتان: الأولى متحرّكة والثانية ساكنة أي (أأمنّا) لأن مضارعه يؤمن. (الآخر)، ذكر في الآية (4). (مؤمنين)، جمع مؤمن اسم فاعل من آمن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وجرى فيه حذف الهمزة- كما في المضارع- مجرى (المفلحون)، انظر الآية (5). الفوائد: 1- للنحاة في (ما) رأيان: الأول: حجازية: استنادا إلى طريقة الحجازيين الذين يعملونها عمل (ليس) فترفع المبتدأ وتنصب الخبر. والثاني: طريقة بني تميم وهم يهملونها فالمبتدأ والخبر بعدها مرفوعان. 2- (بمؤمنين) ذهب النحاة لتسمية هذه الباء التي يمكن حذفها مع بقاء المعنى صحيحا (حرف جر زائد) ولكننا نذهب هنا لتسميتها (حرف توكيد) أدبا مع القرآن الكريم ولكون فائدتها البلاغية هي توكيد الخبر. فالقول (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) أبعد في التوكيد من قولنا: (وما هم مؤمنون). .إعراب الآية رقم (9): {يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9)}.الإعراب: (يخادعون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على لفظ الجلالة. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. الواو حاليّة (ما) نافية (يخدعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون والواو فاعل. (إلا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه والميم حرف لجمع الذكور الواو حاليّة أو عاطفة (ما) نافية (يشعرون) مثل يخدعون. جملة: يخادعون... في محلّ نصب حال من فاعل يقول أو من الضمير المستكنّ في (مؤمنين) وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول. وجملة: (ما يخدعون...) في محلّ نصب حال من فاعل يخادعون. وجملة: (ما يشعرون...) في محلّ نصب حال من فاعل يخدعون. الصرف: (أنفسهم) جمع نفس، وهو اسم جامد بمعنى الذات أو الروح أو الجسد، وزنه فعل بفتح فسكون. ووزن أنفس أفعل بضم العين وهو من جموع القلّة. البلاغة: 1- المخادعة مفاعلة، والمعروف فيها أن يفعل كل أحد بالآخر مثل ما يفعله به فيقتضي هنا أن يصدر من كل واحد من اللّه ومن المؤمنين ومن المنافقين فعل يتعلق بالآخر وهذا ما يدعى بالمشاكلة لأن اللّه سبحانه لا يخدع ولا يخدع فهو غني عن كل نيل واصابة واستجرار منفعة لنفسه وأجلّ من أن تخفى عليه خافية. 2- إن قلت كيف قال: (يُخادِعُونَ اللَّهَ) مع أن المخادعة إنما تتصور في حق من تخفى عليه الأمور، ليتم الخداع من حيث لا يعلم، ولا يخفى على اللّه شيء؟ قلت: المراد يخادعون رسول اللّه إذ معاملة اللّه معاملة رسوله كعكسه لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ) أو سمّى نفاقهم خداعا لشبهه بفعل المخادع. وهذا من قبيل المجاز العقلي. الفوائد: (يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا) البقرة آية 9. في هذه الآية نقطة كريمة، وحقيقة يؤكدها القرآن الكريم تلك الحقيقة هي الصلة بين اللّه والمؤمنين فهو يجعل صفهم صفه، وأمرهم أمره، وشأنهم شأنه يجعلهم سبحانه في كنفه، إذ يجعل عدوهم عدوه ونصيرهم نصيره. وهذا التفضل يرفع مقام المؤمنين إلى مستوى سامق لأن حقيقة الإيمان هي أكبر الحقائق. فتأمل هذا المعنى اللطيف الذي يكثر وروده في القرآن الكريم. .إعراب الآية رقم (10): {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10)}.الإعراب: (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و(هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع. الفاء عاطفة (زاد) فعل ماض و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مرضا) مفعول به ثان منصوب. الواو عاطفة اللام حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. الباء حرف جرّ سببيّ (ما) حرف مصدري. (كانوا) فعل ماض ناقص والواو ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (يكذبون) فعل مضارع مرفوع والواو ضمير فاعل. والمصدر المؤول من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف نعت ثان ل (عذاب) أي: عذاب أليم مستحقّ بكونهم كاذبين. جملة: (في قلوبهم مرض...) لا محلّ لها استئنافية بيانية مقرّرة لمعنى قولهم: (ما هم بمؤمنين..) أو تعليليّة. وجملة: (زادهم اللّه مرضا...) لا محل لها معطوفة على جملة في قلوبهم مرض. وجملة: (لهم عذاب أليم...) لا محل لها معطوفة على جملة زادهم اللّه مرضا. وجملة: (يكذبون...) في محلّ نصب خبر كانوا، وجملة (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي. الصرف: (مرض)، مصدر سماعيّ لفعل مرض بمرض باب فرح وزنه فعل بفتحتين. (زاد)، فيه إعلال بالقلب أصله زيد مضارعه يزيد، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو إما فعل لازم مثل زاد المال أو فعل متعدّ لمفعولين مثل زادك اللّه جلالا. (أليم)، صفة مشبّهة من ألم يألم باب فرح وزنه فعيل. (كانوا)، فيه إعلال بالقلب أصله كون مضارعه يكون، جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا. البلاغة: 1- الاستعارة التصريحية في قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) فقد أستعير المرض هاهنا لما في قلوبهم من الجهل وسوء العقيدة وعداوة النبي صلى اللّه عليه وسلم وغير ذلك من فنون الكفر المؤدي إلى الهلاك الروحاني والتنكير للدلالة على كونه نوعا مبهما غير ما يتعارفه الناس من الأمراض. .إعراب الآية رقم (11): {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}.الإعراب: الواو عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان يتضمّن معنى الشرط مبني على السكون متعلّق بالجواب قالوا. (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول اللام حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قيل). (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا). (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل. (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. جملة: (قيل...) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (لا تفسدوا...) في محل رفع نائب فاعل. وجملة: (قالوا) لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط غير جازم. وجملة: (نحن مصلحون) في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط، وقد يخلو من الشرط: والليل إذا يغشى. وقد يأتي للمفاجاة: خرجت فإذا رجل بالباب. (تفسدوا) فيه حذف للهمزة تخفيفا كما جرى في (يؤمنون، ويقيمون). (قيل)، فيه إعلال بالقلب، أصله قول بضم أوّله وكسر ثانيه، ولكن الواو- وهو حرف علّة- لا يستطيع حمل الحركة فوجب تسكينه ونقلت حركته إلى القاف فأصبح قول بكسر فسكون، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح الفعل قيل. (الأرض)، اسم جامد والهمزة فيه أصليّة، وزنه فعل بفتح فسكون. (مصلحون)، جمع مصلح اسم فاعل من أصلح، وفيه إذا حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله مؤصلحون. .إعراب الآية رقم (12): {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)}.الإعراب: (ألا) حرف تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ والميم حرف لجمع الذكور (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (المفسدون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو الواو عاطفة أو حاليّة (لكن) حرف استدراك (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون الواو ضمير متّصل فاعل. جملة: إنّهم هم المفسدون لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (هم المفسدون) في محل رفع خبر إنّ. وجملة: (لا يشعرون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في اسم الفاعل (المفسدون). الصرف: (المفسدون)، جمع المفسد وهو اسم فاعل من أفسد، وفيه حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنّه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله المؤفسدون. .إعراب الآية رقم (13): {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)}.الإعراب: (وإذا قيل لهم) سبق إعرابها في الآية رقم (11). (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل والكاف حرف جر (ما) مصدرية (آمن) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي آمنوا إيمانا كإيمان الناس. (قالوا) فعل ماض وفاعله الهمزة للاستفهام الإنكاري (نؤمن) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (كما آمن السفهاء) تعرب مثل: كما آمن الناس. (ألا إنّهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) تعرب كالآية (12) مفردات وجملا. جملة (قيل...) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (آمنوا...) في محلّ رفع نائب فاعل. وجملة: (قالوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (نؤمن...) في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (السفهاء)، جمع سفيه، صفة مشبّهة من فعل سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سفهاء فعلاء بضمّ ففتح. البلاغة: 1- ونلاحظ في الآية الكريمة فن التغاير.. وهو في قوله تعالى: (لا يَشْعُرُونَ) وقوله تعالى: (لا يَعْلَمُونَ) وتفصيل ذلك: أن أمر الديانة والوقوف على أن المؤمنين على الحق، والمنافقون على الباطل يحتاج إلى نظر واستدلال حتى يكتسب الناظر المعرفة. وأما النفاق وما فيه من البغي المؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض فأمر دنيوي مبني على العادات معلوم عند الناس، خصوصا عند العرب في جاهليتهم وما كان قائما بينهم من التناصر والتحارب والتحازب، فهو كالمحسوس المشاهد ولذلك قال: (لا يَشْعُرُونَ) ولأنه ذكر السفه وهو الجهل فكان ذكر العلم معه أحسن طباقا له ولذلك قال: (لا يَعْلَمُونَ). 2- الكناية: في قوله تعالى: (أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ). الشرع ينظر للظاهر واللّه عنده علم السرائر، ولهذا سكت المؤمنون وردّ اللّه سبحانه عليهم ما كانوا يسرون فالكلام كناية عن كمال إيمان المؤمنين ولكن في قلب تلك الكناية نكاية فهو على شاكلة قولهم (اسمع غير مسمع) في احتمال الخير والشر ولذلك نهى عنه. 3- في قوله تعالى: (أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ). خروج الاستفهام من معناه الأصلي وهو طلب العلم إلى أغراض أخرى تفهم من مضمون الكلام. حيث أن معنى الاستفهام هنا الإنكار. |